عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-11-2007, 02:21 PM
جعفر الخابوري جعفر الخابوري غير متواجد حالياً
عضو

 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 121
حديث الجمعة 09-02-2007م

حديث الجمعة 09-02-2007م

--------------------------------------------------------------------------------
كتبه مكتب سماحة الشيخ علي سلمان بتاريخ 02.09.07 237 القراء


بسمه تعالى
كلمة سماحة الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في جامع الإمام الصادق (ع) بالقفول في يوم الجمعة 02/02/2007 الموافق 13 محرم الحرام 1428م.
أعوذ بالله من الشيطان الغوي الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته والتابعين لهم بإحسان إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.


مقدمة الحديث:
في الأسبوع المنصرم بعض الأحداث تحتاج إلى تعليقات بما يسمح مقام الخطبة فقد لا نستطيع أن نستوعب تفاصيل وكل زوايا الموضوع الذي يعلق عليه، نتطرق في حديث هذا اليوم إن شاء الله إلى ثلاث مواضيع أساسية أولها حالة القلق والإضراب وعدم الاستقرار في عالمنا العربي والإسلامي، وثانيها اعتقال الأستاذ العزيز حسن المشيمع، وثالثها ملاحظة على بعض شعاراتنا، ورابعها زيارة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم إلى البحرين، ونختم إن شاء الله ببعض التأملات في بعض آيات من الذكر الحكيم من سورة يونس.

الموضوع الأول: حالة القلق والإضراب وعدم الاستقرار في عالمنا العربي والإسلامي
حالة القلق والإضراب وعدم الاستقرار هذه التوصيفات توصيفات منطبقة على وطننا العربي وبعض مناطق وطننا الإسلامي، فتجد في المغرب العربي وهو نسبياً من أفضل البلدان في درجة الاستقرار دعني أتراجع عن أفضل ولكن نزاع الصحراء وتجد عدد من المعتقلين في الوقت الحاضر من الإسلاميين، وعند الخروج من المغرب لتمر بعدد من البلدان من ضمنها تونس والجزائر وليبيا وصولاً إلى مصر لتجد حالة من استمرار التشنج والتدافع بين السلطة وقوى المجتمع ومرحلة اعتقالات متقدمة إلى صفوف تيار أساسي في المجتمع المصري وهو تيار الأخوان المسلمين، فنخرج إلى بلادنا الإسلامية في المشرق فنجد أن حالها ليس أفضل من حال المغرب إن لم يكن أسوء، فاضطراب وأزمة عميقة في العراق وأزمة في لبنان وأزمة في أفغانستان وأزمات تحت الستار في بقية بلداننا تقريباً جميعاً. هذا هو الحال الذي تعيشه الأمة ويبدوا أنه لا أفق لحد الآن إلى الخروج من هذه الحالة المستمرة منذ عقود بل منذ قرون ومظاهرها تختلف بين حين وآخر.
الآن نجد أن مظاهر الاصطدام بين المجتمع والسلطة هي الظاهرة الأبرز في هذا العقد المنصرم وحتى العقد القادم، لا نقول بأن هناك تحولات تصل إلى مرحلة الاستقرار ولكن بالملاحظة والمراقبة وبتلمس أسباب الأزمات وأسباب هذا الاضطراب نعتقد بأن المجتمعات العربية لازالت ولأسباب عديدة سياسية واقتصادية وثقافية ودينية وتدخلات سلبية من القوى الكبرى وغيرها من العناصر نعتقد بأن هذا العالم لازال مرشح بأن يحتل صدارة أنباء الأزمات وأنباء القتل وأنباء الاضطراب وأنباء الخسائر وأنباء الضحايا، لازال سيتصدر مع شديد الأسف عالمنا العربي والإسلامي الصفحات الأولى والنشرات الإخبارية الرئيسية.
البحرين ضمن هذا العالم ولازالت تعاني مما يعاني منه ولازالت تعيش في نفس المرحلة، المرحلة التي لم تصل إلى مرحلة الاستقرار الثابت الحقيقي المتجذر الذي يستطيع بهذه المواصفات الاستقرار والثبوت والتجذر المتوافق عليها والمصنوعة بإرادة مشتركة يستطيع أن يواجه أي تغيرات وأي تقلبات وأي تحديات كما صنع العقلاء في بلدانهم في عديد من الدول الغربية وفي بعض الدول الإسلامية التي وضعت نفسها على طريق الاستقرار الحقيقي، نأمل أن تستقر هذه الدول وتتقدم كتجربة ماليزيا أو غيرها من تجارب الدول الإسلامية التي ثبتت بنسبة في العقود الأخيرة أن تتقدم بحلول لمشاكلها بعيداً عن الاحتراب والاقتتال والتدافع والصراع الداخلي.
في مثل هذه البلدان ومن ضمنها هذا البلد نحن بحاجة إلى حوار، حوار هادف وهادئ ليس حوار إعلانات صحفية حوار هادئ يأخذ فيه الفكر رحابة الحركة ويتلمس فيه البرنامج والحل والطريق المناسب، هادف يريد أن يصل إلى حلول حقيقية وليس حلول تغلبيه وليس إلى البحث عن حل يقدمني عليك ولا تبحث عن حل يقدمك علي فلا أبحث عن حل يعطيني الميزات على حسابك ولا تبحث عن حل يعطيك الميزات على حسابي، حوار العقل وليس حوار الانفعال وحوار العاطفة، الحوار الذي ينتج رؤية وينتج برنامج وينتج توافق وينتج فوز للجميع ونصراً للجميع، هل هذا ممكن نعم هذا ممكن وهو واقع، واقع في أمريكا وكندا واقع بريطانيا وواقع في فرنسا وواقع في سويسرا وواقع في كثير من دول العالم التي ليست بأحسن منا ديناً ولا تاريخاً ولا ثقافةٌ ولا عقلاً، واقع في كثير من الدول لماذا علينا أن نحتاج إلى فزعة ولماذا يجب أن نحتاج إلى أن يستدعينا الملك عبدالله إلى مكة المكرمة لنوقف نزيف الدم الحرام في البلد الحرام في مواجهة المحتلين، لماذا لا يمكن أن ينتج في داخل فلسطين ومن وقت مبكر لماذا نحتاج إلى 350 في شهر واحد بالبندقية الفلسطينية، لماذا والأقصى تزعزع أساساته بمزيد من عمليات الحفر والتنقيب.
نحن بحاجة إلى هذا الحوار وهو حوار ممكن وكل ما كان الحوار ينطلق في أجواء الهدوء وليس في ظل الأزمات الساخنة وإن كنا نحن والمنطقة كلها لا تعيش الأرضية الباردة كل المنطقة العربية هي أرض ساخنة، كلها محتملة للتفجر ليس هناك من بلد معفي، نعم بعض البلدان درجة الاستقرار والبرودة أفضل من غيرها ولكنها ليست معفية من أن تنفتح فيها أزمات بين حين وآخر وأحياناً تعصف هذه الأزمات وتكون هي الصورة الأساسية.
لو علقت تعليق سريع أقول بأن أصل المشكلة التاريخية والمستمرة هو السلطة وكيفية التوافق على إدارة أمور المجتمع وإفراز السلطة، ومادمنا لم ننتج هذا التوافق عربياً وإسلامياً لا أعتقد ببساطة أنه ستختفي ظاهرة الأزمات في العالم العربي والإسلامي، إلى أن نصل إلى هذه الحالة من التوافق بعد ذلك أعتقد أننا خطينا خطوة أساسية نحو الاستقرار، بعد ذلك تأتي تحديات اقتصادية واجتماعية وتحديات إقليمية ودولية ولكن إلى درجة كبيرة لو وصل المجتمع العربي والإسلامي في مجمله أو في أي دولة إلى عملية التوافق الحقيقي حول السلطة أعتقد بأنه خطى خطوة أساسية نحو الاستقرار الحقيقي، وأعتقد أن هذا هو ما أنجزه الغرب بالديمقراطية أنجز صيغة التوافق على كيفية الوصول إلى السلطة وكيفية التخلي عن السلطة بطرق سلمية أفضل انجازات الغرب الذي يفوق كل انجازاته الطبية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية لأنه لولا هذا الانجاز لما استمر أي تقدم علمي ولما استقر أي تقدم اقتصادي أو أي صورة من صور الحضارة الغربية.

الموضوع الثاني: اعتقال الأستاذ حسن حفظه الله وتبعاته
بعد عملية اعتقال الأستاذ حسن حفظه الله دخلنا في مرحلة سخونة وكان لابد من حركة بما اليد وليس دائماً في اليد الكثير وليس دائماً تتوج الخطوات بنجاحات ميدانية، إنما الأمر الذي علينا أن نحاكمه هو أداء الواجب تجاه هذا الوطن وتجاه مواطنيه، أما النتائج فهي مرهونة بعناصر عديدة منها الأطراف التي تدخل في الأزمة وقبول الأطراف التي تدخل في مرحلة الأزمة إلى الحلول ومنها طبيعة التدافع الذي قد يحدث وأحياناً لا يستطيع أحد أن يتحكم فيه، بالتالي هناك عناصر عديدة بعضها يستطيع الإنسان أن يعالجها ويصل فيها إلى حل ويصل فيها إلى صيغة وبعض الأحيان لا يستطيع، ما على الإنسان أن يقدمه هو قلقه وحرقته وألمه على أي خسارة تنتج من مزيد من الإطراب ومزيد من القلق يفتقد فيها الوطن والمواطن أمن واستقرار وغيرها من المصالح الحيوية.
حاولنا على طريق الحلول العاقلة الهادئة المفيدة التي تعمل على أن تعالج هذا الحدث وتأمل أن تذهب إلى معالجة جذور الحدث وليس فقط ظواهره الفوقية، حاولنا على الصعيد الإعلامي وعلى صعيد الاتصال بالقوى السياسية المختلفة والاتصال بالمسئولين والمجاميع الشعبية وبدأنا في محاولة الاتصال بالعالم الخارجي، بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أقول وأضع تحت التعبير خطين ساهمت هذه الجهود في إيجاد توافق آني ومرحلي تهدئة آنية ومرحلية وليس حل نهائي، نسعى ونأمل ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكننا على إيجاد حلول دائمة وعميقة تعمل على علاج المشاكل في أعماقها وفي جذورها تجنب هذا البلد كل هزات أمنية بأي درجة من الدرجات وكل هزات يمكن أن تخسرنا هنا أو هناك من الخسائر.