عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-04-2008, 05:20 PM
جعفر الخابوري جعفر الخابوري غير متواجد حالياً
عضو

 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 121
لأن قلة الخبرة في طرق التعامل معهم يجعل الأطفال يواجهون العديد من المشاكل في التعليم لأن الطفل المعوق سمعيا بحاجة إلى التوجيه والتركيز من قبل المدرس، فالأطفال العاديون يواجهون بعض المشاكل فكيف الحال مع هذه الفئة؟ وحتى تكون العملية التعليمية متكاملة فنحن في المركز نعمل على تأهيل الاثنين معا الأسرة والطفل وذلك بهدف إيجاد نوع التفاهم بين الأسرة والطفل وذلك من خلال تعليمهم الأسلوب الأمثل للتعامل مع الطفل. وعن الأسلوب الأمثل لتأهيل الطفل للاندماج مع الطلبة العاديين ترى العصفور ان منحه الحرية الكاملة في طرح الأسئلة والإجابة عنها بالطريقة التي تنقل له المعلومة بالأسلوب الأمثل سيساعده وبشكل كبير على التعلم. ومن جهة أخرى يجب على المدرس أن يعي ان هذا الطفل تنقصه حاسة السمع فعنصر الإتقان بطبيعة الحال يكون غير متوافر لديه مثل الطالب العادي لذلك يجب عليه التركيز أكثر مع الطفل حتى يستوعب بالشكل الصحيح. الفروقات الفردية وتؤكد هذا الأمر مدربة نقص السمع في مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية السمع والنطق فاطمة السيد وتقول: إن دورنا في المركز العمل على تهيئة الطفل للدمج في المدارس الحكومية وذلك من خلال التركيز في التدريبات اللغوية واللفظية والسمعية وذلك بما يتناسب مع عمر الطفل ودرجة نقص السمع لديه بالإضافة إلى تعاون الأهل في تدريب الطفل بالأسلوب الأمثل من أجل تطوير قدراته الاستيعابية. وحتى تكون الوزارة قادرة على تطبيق الدمج بالشكل الصحيح يجب عليها وضع المدرسين في العديد من الدورات المتخصصة في أسلوب التعامل مع هذا النوع من الإعاقات لتهيئتهم وتعليمهم الأسلوب الأمثل في كيفية التعامل مع هذه الحالات حتى تكون المدرسة قادرة على إيجاد نوع من التوازن في طريقة إيصال المعلومة للطالب بحيث تقضي على وجود أي اختلاف بين الطفل المعوق وأقرانه الأسوياء في طريقة تلقي المعلومات التي يتم تقديمها لهم، وخصوصا إن الفروقات الفردية تعتبر أمرا طبيعيا بين الطلاب. فكرة وزارة التربية والتعليم ولأن عملية الدمج التي ستقوم بها وزارة التربية أمر مهم جدا، أخبار الخليج التقت مديرة إدارة التربية الخاصة فاطمة العريض وأجابتنا عن هذه التساؤلات. كيف جاءت فكرة الدمج وما هي دواعي هذا الدمج؟ جاءت الفكرة بعد نجاح الفكرة التي طبقتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية في العام الماضي وهي دمج طلبة مراكز التنمية الاجتماعية في المدارس دمجا جزئياً. وفئة المعوقين الصم هم فئة عادية ومن حقها أن تندمج مع الطلبة العاديين وتنتقل من مرحلة إلى أخرى، إلى جانب وجودهم مع الطلبة العاديين حتى تزيد من فرص التفاعل الاجتماعي واكتساب السلوكات الإيجابية من الطلبة العاديين،

كما ان هذا الأمر يزيد من الوعي لدى الطلبة الصم حول قدراتهم على الاندماج والإبداع شأنهم شأن الطلبة العاديين، فإذا تمكن الطالب الأصم من تجاوز كل الصعاب التي قد تواجهه خلال تعامله مع الطلبة الأسوياء فهذا يعني انه قادر على التعامل مع المجتمع خارج أسوار المدرسة، وهذا الدمج فرصة للأفراد العاديين من أجل إعادة النظر في مواقفهم تجاه المعوقين بشكل عام ومع الصم بشكل خاص لان فئة الصم فئة متميزة فهناك الكثير منهم متفوقون وحاصلون على بعثات وتم تكريمهم في الكثير من المحافل، فلماذا نحرمهم حقا من حقوقهم؟. فكل هذه الأسباب جعلتنا نضع هذه الفئة في خطتنا من أجل الدمج ليطبق المشروع بداية الفصل الثاني بالتعاون مع مركز شيخان بحيث يكون هناك مدرستان قريبتان إلى المركز لينتقل الطلبة من مركز شيخان إلى المدرسة بمرافقة مدرسيهم المتخصصين بجانب المدرسين الموجودين في مدارسنا. هل تم مراعاة جانب العامل النفسي في هذا الدمج سواء بالنسبة الى الطلبة الأسوياء أو الطلبة الصم؟ قبل البدء في أي مشروع نقوم بدراسة إمكانات المدارس ومدى تقبل إدارتها للفكرة، وبعدها نقوم بحملة توعية وتهيئة للمدرسة وأولياء الأمور والطلبة لتهيئة الجو المناسب في المدرسة، لأننا لا نستطيع القيام بأي خطوة من دون القيام ببعض الإجراءات اللازمة لهذه التهيئة. بالإضافة إلى توجيهات سعادة الوزير الذي يوجه إلى دمج هذه الفئات والاعتناء بهم وتقديم الخدمات المتميزة لهم. ومن جهة أخرى فقد كانت هناك مطالبات من قبل أولياء الأمور، ولكننا فضلنا التريث قبل اتخاذ القرار الفعلي في دمجهم، لأننا لا نستطيع فتح الفصل الدراسي إلا بعد تهيئة جميع الأطراف بمن فيهم الطلبة الصم ليكون عندهم التقبل لهذا الدمج. وفي العام الماضي قمنا بدمج مجموعة من الطلبة الصم ممن أجروا عملية زراعة القوقعة التي ساعدتهم على تطوير مهاراتهم اللغوية وخصوصا أنهم فترة من الزمن كانوا غير قادرين على الكلام ولكن بعد العملية بدأوا يتحدثون بشكل جيد، فقمنا بدمجهم في المرحلة الابتدائية ولدينا أكثر من نموذج منهم في مدارسنا تم دمجهم في الفصول العادية ونجحت التجربة، إلا أن فئة الطلبة الصم الذين سيتم دمجهم مع بداية العام ليكونوا في فصول خاصة فيها 10 طلاب بمرافقة اختصاصية النطق، بالإضافة إلى وجود حصص متخصصة لهم إلى جانب الدمج مع الفصول العادية في حصص التربية الرياضية والأنشطة والفنون وغيرها. الخطوات القادمة لهذا المشروع بالنسبة الى هذا المشروع وكخطوة أولى تم التنسيق مع مركز شيخان لدمج الطلبة واختيار المدارس القريبة وتهيئة كل الظروف المناسبة بتوجيه من سعادة الوزير، كما لدينا العديد من الخطوات المستقبلية وبتكاتف الجميع من طلبة وأولياء أمور ووزارة التنمية التي تتعاون بشكل مستمر سنقوم بالتوسع في المشروع وفتح فصول دراسية أكثر في الأعوام القادمة ونحن دائماً نراعي أثناء فتح الفصول الكثافة في الطلب بحيث نفتح فصولا في المدارس القريبة من أكثر المناطق كثافة في هذه الحاجات ليكون قريبا منهم ومن بيئتهم. إلى جانب عقد الدورات التدريبية والتعليمية للمعلمين والمعلمات واختصاصيي التربية الخاصة بالمدارس الحكومية في لغة الإشارة والتخاطب مع الصم. وتوفير برامج ووسائل تعليمية بذوي الإعاقة السمعية، وتوفير اختصاصي نطق دائم في المدرسة لتقديم خدمات العلاج النطقي لهؤلاء الطلبة. أمر محتم

ويقول الدكتور فؤاد شهاب: إن الدمج أمر محتم، على الأهالي ألا يقبلوا أي أمر غير الدمج التربوي والاجتماعي الكامل للطفل المعوق سمعيا وخاصة أننا نفتخر بأن مملكة البحرين أصبحت تفرض على أولياء الأمور ضرورة إجراء التشخيص المبكر على حديثي الولادة، مما يعني أنه بالإمكان الكشف عن الإعاقة منذ أيامها الأولى وكما يمكن تحديد المعين السمعي الذي يستطيع أن يعوض الجزء الأكبر للنقص السمعي عند الطفل ويتم ذلك عن طريق التدريب المكثف للطفل، كما انه يفسح المجال أمام الأسرة لتدريب الطفل منذ الشهور الأولى وإرضاعه الكلام مع الحليب في نفس الوقت، وخصوصا ان جميع الإحصائيات تؤكد أن 2% فقط من المعوقين سمعياً و98% لديهم بقايا سمعية، لذلك فإن غالبية المجتمعات المتحضرة تقوم بدمج أكبر عدد من المعوقين دمجاً كاملاً وتحويلهم من عبء على أسرهم ومجتمعاتهم إلى طاقة فعالة في المجتمع، فالأرقام كلها تشير إلى ما نسبته 10 إلى 15% من نسبة السكان معوقون فلو تصورنا ان هذه النسبة يضاف إليها عدد أفراد أسرهم تبقى معطلة في المجتمع هل نستطيع أن نتكلم عن مجتمع يفتقر إلى من 20 إلى 25% من طاقة أفراده أم يحولهم إلى أداة فعالة في المجتمع؟ لأن المعوق بطبيعة الحال عندما يبدع فإنه يحفز كل قريب له على الإبداع فكلنا يتذكر بفخر واعتزاز عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وكلنا ينشد أشعار أبي العلاء المعري والعالم كله يفخر بأن في الإنسانية شخص اسمه بتهوفن أو شخصية مثل هيلن كلير التي حطمت كل قيود الإعاقة فأصبحت بحق نبراسا لكل المعوقين في العالم. ويضيف قائلا وعليه فإنني اتعجب من سؤالي عن مدى جدوى الدمج من عدم جدواه لأننا نعتقد ان الأمم المتحضرة لا خيار لها سوى الدمج الكامل.
__________________