عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 04-09-2004, 01:46 AM
الصورة الرمزية darken_eyes1
darken_eyes1 darken_eyes1 غير متواجد حالياً
عضو

 
تاريخ التسجيل: Jan 2003
الدولة: مملكة البحرين
المشاركات: 212
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


** الوداع ** :


كلمات تلفظ عند السفر ومفارقة الأحباب. وفي واقعة الطف جاء الوداع في مواضع عديدة. فبعد موت معاوية رأى الإمام إصرار والي المدينة على أخذ البيعة منه ليزيد. فعزم على الخروج من المدينة وذهب أولاً لزيارة قبر النبي وتوديعه والخروج إلى مكة. وكان وداعاً أثار مشاعره وعواطفه، وهناك أخفق برأسه فرأى جدّه في المنام، وذهب أيضاً لوداع قبر أُمّه وأخيه.

الوداع الآخر كان في يوم الطف على أرض كربلاء. فأهل البيت حينما كانوا يودّعون الإمام والمخيم للمرة الأخيرة، كانوا أيضاً يسلمّون السلام الأخير.

أما وداع سيّد الشهداء فقد حصل في عدّة مواقف. في يوم عاشوراء، أولها حينما جاء إلى الخيام وطلب ثوباً سملاً من أخته زينب ليرتديه. وفي هذا الوداع اعتنق علي الأصغر الذي أصيب في الأثناء بسهمٍ في رقبته. والوداع الآخر كان لولده الإمام السجاد وقد حصل في الخيمة. كما أنه ودّع ابنته سكينة وكان وداعاً صعباً ومريراً.

و في الوداع الأخير جاء أهل بيته وجراحاته تشخب دماً، وقال: "استعدوا للبلاء واعلموا أن الله تعالى حاميكم وحافظكم. . .". ولمّا أراد النزول إلى القتال للمرة الخيرة، خاطب عياله قائلاً: "يا سكينة يا فاطمة يا زينب يا أم كلثوم، عليكنَّ مِنّي السلام. . ." وكان هذا بمثابة الوداع الأخير‎. ولما أيقن أهل بيته أنهم لن يرونه بعد هذا بكوا بعولة مشجية وهتاف يفطر الصخر الأصم وزفرات متصاعدة في أفئدة حرّى، وفي هذا الوداع أيضاً جاءته زينب عليها السلام وقبّلته في صدره ونحره، وطلبت منه سكينة أن يجلسها في حجره و . . .إلخ. و "مرثية الوداع" تعد من أكثر المراثي لوعة ومرارة.

وهنا أيضاً ودّع ابنه علي الأكبر. وحينما كان الأصحاب يبرزون للقتال كانوا يودعونه واحداً تلو الآخر، وكان وداعهم مشفوعاً بالسلام وإذن البروز للميدان .



يا أمية أفعلي ما يستطاع فحسينيا أنا حتى النخاع
مع تحيات أختكم darken_eyes1[/align]
__________________