عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-10-2009, 07:19 PM
جعفر الخابوري جعفر الخابوري غير متواجد حالياً
عضو

 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 121
معوقون .. مبدعون !

معوقون .. مبدعون !
تحقيق: هناء المحروس

لا شك أن ذوي الاحتياجات الخاصة وبغض النظر عن نوع الإعاقة، فإنهم يواجهون مصاعب حياتية مختلفة سواء تعلق الأمر بحقهم في الحصول على التعليم كالأسوياء أو الانخراط في العمل، ولكن هناك عوامل كثيرة تساعد هؤلاء على تجاوز صعوبات الإعاقة والإبداع والتفوق في مجالات التعليم أو العمل أيضا. لم تقف الإعاقة، أيا كان شكلها وحدتها عائقا أمام المعوق إذا ما توافرت له عدة عوامل ذاتية مثل الإرادة والتصميم على تجاوز ذلك، وعوامل خارجية مثل تهيئة العوامل التي تساعد المعوق على التغلب على إعاقته مثل المرافق التعليمية الخاصة وتوفير البرامج التعليمية التي تمكن المعوق من ممارسة حقه في التعليم من دون صعوبات.





فهذه العوامل تلعب الدور الحاسم في تجاوز المعوق للصعوبات التي تواجهه بسبب الإعاقة، وقد أثبت الكثير من المعوقين ذلك من خلال تصميمهم على عدم جعل الإعاقة سببا في عدم قيامهم بدورهم في المجتمع والحصول على حقهم في التعليم والعمل. فالتجارب الحية تؤكد ذلك حيث استطاع العديد من المعوقين ومن مختلف أنواع الإعاقة أن يثبتوا قدرتهم على تجاوز الإعاقة التي أصابتهم ومنهم من ابتلي بإعاقة منذ الصغر فأكملوا المراحل الدراسية المدرسية وواصلوا دراستهم الجامعية وحصلوا على شهادات عليا من جامعات محلية وأجنبية حالهم حال الأسوياء. ورغم ذلك نقول ان ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى وضع واهتمام خاصين من قبل الدول وخاصة فيما يتعلق بمنحهم الفرص للانخراط في العمل وتيسير حصولهم عليه خاصة أن ما يبذلونه من تعب في تحصيلهم الدراسي يفوق ما يبذله الأسوياء من جهد وبالتالي يجب أخذ ذلك بعين الاعتبار وتهيئة الطريق أمام المعوق للحصول على العمل كي يعيش حياة طبيعية ولا يشكل عالة على الآخرين، فهذه مسئولية تتحملها الدولة بالدرجة الأولى ومؤسسات القطاع الخاص بالدرجة الثانية. كفيف ينال الدكتوراه يقول رئيس الاتحاد العربي للمكفوفين الدكتور أحمد النعيمي (من قطر) انه ابتلي بعاقة فقد البصر منذ كان عمره سبع سنوات بعد أن أخذه والده للعلاج عن ضعف النظر عندها فقد البصر نهائيا ولم تنجح محاولات علاجه فحمل هذه الإعاقة حتى الآن. ويضيف أن والده قرر إرساله إلى القاهرة للدراسة حيث لا تتوافر مدارس خاصة في قطر حينها خاصة بفئة المعوقين وقد أنهى الدراسة الثانوية في مدرسة بمصر تحمل اسم الأديب المصري الكبير طه حسين ثم عاد إلى وطنه قطر وهو يحمل طموح مواصلة الدراسة إضافة إلى أن زوجته كانت تشجعه دائما على مواصلة الدراسة. ويوضح أنه لم يكن يتقن لغة (برايل) فجاء إلى المعهد السعودي للمكفوفين في البحرين وتعلم هذه اللغة ثم عاد إلى الدوحة وهناك بدأ طريق عمله حيث التحق بالعمل لدى شركة اتصالات بمهنة عامل بدالة ولكن طموحه كان كبيرا فالتحق بجامعة في بريطانيا بموجب بعثة حصل عليها من الحكومة القطرية وحصل على دبلوما في إدارة الأعمال وبعد ذلك أكمل دراسته في إحدى الجامعات الأمريكية ونال شهادة البكالوريوس واختتم طريقه الدراسي بالحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة المنصورة في مصر. ويضيف أنه بعد مشواره الدراسي عاد إلى أرض الوطن والتحق بالعمل كباحث اجتماعي لدى وزارة العمل القطرية ثم حصل على درجة الاستشارة بعد نيل شهادة الدكتوراه. ومن خلال تجربته اكتشف أن فئة المعوقين يعانون عدم سهولة الحصول على العمل الذي يتناسب ووضعهم الصحي رغم أن البعض منهم أثبت تفوقه ومقدرته وجدارته وتفوقه في الدراسة، مشيرا إلى أن بعض الدول الخليجية بدأت في الآونة الأخيرة الاهتمام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير فرص الدراسة لهم، ولكن رغم هذا الاهتمام فإن هناك بعض الجهات الرسمية أو مؤسسات القطاع الخاص لا تثق بقدرات الشخص المعوق ولا تعطيه فرصة العمل الذي يتناسب وتخصصه الأكاديمي. ففي قطر على سبيل المثال، يقول ان هناك اهتماما من قبل حرم سمو الأمير سمو الشيخة
__________________