عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-09-2003, 09:10 PM
عين الحياة عين الحياة غير متواجد حالياً
مشرفة


 
تاريخ التسجيل: Jan 2003
المشاركات: 311
تسلمي اختي على الموضوع وننتظر منك المزيد

يقول اللَّه تعالى في محكم كتابه (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) وفي مكان آخر يقول عزّ وجلّ (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون).

تشير هاتان الآيتان الكريمتان إلى أن المسلمين الذين تجمعهم كلمة التوحيد والإيمان بنبوة محمد "ص" هم أمة واحدة، والمطلوب منهم بما هم كذلك أن يعبدوا اللَّه كما هو مفاد الآية الأولى، وأن يتقوا اللَّه كما هو مفاد الآية الثانية، ولا شك أن العبادة والتقوى متلازمتان شرط أن تكون العبادة حقيقية للَّه، وليست من باب النفاق أو الزيف أو الرياء، ومثل هذه العبادة تجعل الإنسام المسلم تقياً ورعاً يعيش الخشية والخوف من اللَّه عزّ وجلّ، خصوصاً إذا تعلق الأمر بشؤون المسلم كفرد أو المسلمين كأمة.

والأمة الواحدة ترمز إلى التوافق والاتفاق على المبادى‏ء العامة للشريعة الإسلامية بين كل أبنائها مهما تعددت وتنوعت عقائدهم الفرعية وأحكامهم التفصيلية نتيجة اجتهادات خاصة في فهم النصوص الواردة في القرآن الكريم أو عن رسول اللَّه "ص"، لكن الطابع العام لوحدة الأمة هو الذي يجب أن يكون السمة البارزة، وهذا ما نراه جلياً في مسيرة المسلمين سواء في منهاجهم العبادي حيث الوحدة بارزة في صلاتهم وصومهم وحجهم وزكاتهم وطهارتهم، فهذه العبادات متفق بين المسلمين على تفاصيلها الأساسية، فلا نرى مسلماً يصلي الصبح ثلاث ركعات مثلاً، ولا نرى مسلماً يصوم الصوم الواجب خارج إطار شهر رمضان، ولا نرى مسلماً يحج في غير أيام الحج المعروفة من شهر ذي الحجة من كل عام

وكذلك نجد أن رسول اللَّه "ص" يحذر أمته من الاختلاف والتحزب والتفرق وقد ورد عنه الكثير من النصوص في هذا المجال نذكر بعضاً منها وهو ما يلي:

1- (أخاف على أمتي ثلاثاً: "ضلالة الأهواء، واتباع الشهوات في البطون والفروج، والغفلة بعد المعرفة").

2- ألا إن أخوف ما أخاف عليكم "المسلمين" خصلتان: "اتباع الهوى" و"طول الأمل"؛ أما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة).

3- (إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلِّون).

لأن هذه الأمور التي حذر اللَّه منها وكذلك نبيه "ص" هي التي إذا استحكمت في العقول والنفوس والقلوب فرقت بين الناس وجعلت بينهم خلافات ومنازعات وتشتت جمعهم وبددت شملهم وصاروا أيدي سبأ، بحيث يتجرأ عليهم كل عدو وطامع وغازٍ، لأن الانقسامات بينهم لا تجعل الواحد منهم يساعد الآخر ويعينه، مما يؤدي بالتالي إلى إضعاف كل المسلمين في كل أماكن تواجدهم في العالم، وهذا ما قاله رسول اللَّه "ص" عن حالة الأمة بعده في الحديث المعروف (يوشك أن تتداعى الأمم عليكم تداعي الأكلة على قصعتها، فقال قائل منهم أي "المخاطبين": من قلةٍ نحن يومئذٍ؟ قال "ص": بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن اللَّه من عدوكم المهابة منهم، وليقذفن في قلوبكم الوهن!! قال قائل: يا رسول اللَّه! وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت).

تحيااتي
__________________
... قريباً التوقيع...