البيضة المرقطة (1)
البيضة الحمراء متميزة عن اخواتها من البيض الأحمر و الأبيض القابع تحت جناح الدجاجة الدافئ ، متميزة في كل شيئ .فهي ليست حمراء تماماً و إنما مرقطة بنقط بيضاء و بنية . و هي كثيرة الطموح ، كثيرة حب الاستطلاع ، لم يرق لها أن تبقى قابعة في العش الصغير و محبوسة تحت حضن امها...
و في يوم قررت البيضة الحمراء أن تنتظر أمها إلى أن تغفل عنها و تهرب من العش. و ما إن غادرت الأم عشها حتى تدحرجت البيضة من العش . وكانت أرض المزرعة منحدرة .فظلت البيضة تتدحرج ... و تتدحرج , و الأرض المنحدرة تركض بها دون توقف . و لو لا الأعشاب التي كانت تغطي الأرض لارتطمت البيضة بحجر و انكسرت , لكنها لم تصطدم بأي حجر رغم وجود بعض الأحجار التي صادفتها عندما ابتعدت عن أرض المزرعة.
و بعد أن تدحرجت مسافة طويلة و ابتعدت كثيراً عن أرض المزرعة ، اصطدمت بنبتة من العشب البري و استقرت في قلبها ، فرحت البيضة بذلك و اطمأنت كثيراً بعد تلك الرحلة الطويلة الشاقة من الدحرجة و الركض . و بدأت تشعر شيئاً فشيئاً بالدفء بعد أن كاد يقتلها البرد أثناء الركض .
والأهم من هذا كله أنها ما تزال سالمة و قد شكرت الله على نجاتها من موت أكيد و ندمت أشد الندم على خروجها من العش.
و كاد أن ينشب صراع مرير بين الصفار و البياض داخل البيضة فكل منهما يلقي اللوم على الآخر في الخروج من العش وكل منهما يقول للآخر : انت السبب . إلا أن البياض حسم النزاع بقوله : لن ينفعنا الندم الآن الآن و لنفكر بمصيرنا و إلى اين نسير و كيف نصبح.
فأخذ الصفار يتساءل : أين نحن الآن و اين صرنا و لماذاتوقفنا عن الحركة؟ولماذا لم يكسر القشر و نخرج خارجه؟ في حين تساءل البياض كيف سنصبح دجاجة مثل أمنا و أنا لست سوى سائل أبيض و أنت سائل أصفر؟ من سيصنعنا و يخلقنا دجاجة؟ كيف سنصبح لحماً ينبت عليه الريش؟ ومن أين ستأتينا الحركة حتى نصبح قادرين على الخروج من هذا القشر السميك؟
فرد الصفار:
- لا عليك أن من أوجدنا على شكل بيضة هو الكفيل بصناعتنا و تحويلنا إلى دجاجة كاملة لها الروح تمشي على الأرض و تبحث عن الطعام و تحب عشيرتها.
ماذا سيحدث للبيضة المسكينة؟ وكيف ستتخلص من هذه المشكلة؟
أكمل الجزء الثاني من القصة غداً إنشاء الله .