العين وما ترى ؟؟؟؟

[أحمد محمد عويضة]

((ألم نجعل له عينان))

تكون الطبقة الداخلية لجدار العين الشبكية ووظيفتها الإحساس بالضوء ويوجد بها من الخلف العصب البصري الذي يصل الشبكية بمراكز الابصار العليا في الدماغ كذلك توجد بها النقطة الصفراء التي تتجمع فيها الاشعة الواقعة علي العين عند رؤية الاشياء.
ولكي تؤدي العين وظيفتها علي أكمل وجه يجب أن يكون الوسط الذي يمر فيه الضوء داخل العين تام الشفافية ويمثل ذلك في ضرورة شفافية الاجزاء التالية مرتبة من الخارج الي الداخل : القرنية والسائل المائي والعدسة والجسم الزجاجي والشبكية.
واضافة الي ما سبق يلزم ان تكون الاعصاب الحسية الموجودة في الشبكية سليمة وكذلك الاشارات العصبية الخاصة بالرؤية والمراكز البصرية العليا في الدماغ كما ينبغي ان تكون العضلات الحركية متوازنة وضغط العين معتدلا.
ولعله من الضروري ان نشير الي حكمة الله سبحانه وتعالي وبديع صنعه في تكييف العين علي سبيل المثال. عدسة العين تتميز عن العدسات المصنعة بقدرتها علي تغيير قوتها ذاتيا بحيث تصبح قادرة علي تجميع الاشعة الساقطة من الاجسام المرئية علي النقطة الصفراء بغض النظر عن بعد الجسم من العين فإذا كان الجسم قريبا من العين تصبح العدسة اكثر تحدبا "تكورا" ويتم ذلك بواسطة ارتخاء الأربطة التي تعلقها وذلك حتي تقع الصورة المتكونة علي الشبكية وتعرف هذه الخاصية بتكييف الابصار وتضعف هذه القدرة علي التكيف مع تقدم العمر حينما تزداد صلابة العدسة "تيبس العدسة".
ومن ناحية أخري نجد ان تركيب العين قد وفر لها حماية طبيعية تحميها من كثير مما قد تتعرض له من مؤثرات خارجية مثل الضوء الشديد والرياح والغبار والحرارة والغازات والصدمات ومن أمثلة هذه الحماية الطبيعية.
وجود مقلة العين داخل تجويف الحجاج الذي تتميز عظامه بالصلابة خاصة في الطرف الأمامي الذي يتعرض للاصابات الخارجية ووجود نسيج دهني يسمي النسيج الحجاجي - يحيط بمقلة العين لتخفيف شدة الصدمات اذ يعمل كوسادة طرية تمتص ما قد تتعرض له المقلة من صدمات خارجية والجفون والاهداب كذلك : فإنها تعد من وسائل الحماية الطبيعية للعين. فالحركة اللا ارادية للجفن "الرمش" تساعد علي توزيع الدموع علي سطح المقلة لكي تحتفظ برطوبتها وتساعد ايضا علي ازالة الاجسام الغريبة عن سطح المقلة. وتقلل من تبخر الافرازات الدمعية لتحافظ علي شفافية القرنية وعند وجود خطر خارجي ينقبض الجفنان وتغلق العين حماية لها من المؤثرات الخارجية.
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ماأحييتنا.