|
الشهيد القسامي أحمد محمد أبو هلال
الشهيد القسامي أحمد محمد أبو هلال
قصفته طائرات الأباتشي أثناء مهمة استشهادية
حقٌّ لنا أن نفخر و نزهو ؛ لأننا عشنا في زمن ظهر فيه أبطال القسام و الذين أعادوا لنا أزماناً جميلة قهرت فيها قوى الحق ضجيج الباطل و أرهقته .. أبطال أرًوْنا أياماً ناصعات تتوالد و تتنفّس و نحن نشاهدها على مدار الساعة عبر منافذها الكثيرة . و ها أنت يا أحمد ترحّل عنا يا إنساناً ... فلسطينياً في الصميم ... إسلامياً بالأصالة ... مسلماً بالدعاء و الإيمان ... حيث كنت الاستشهادي الأغرّ الذي يفهم معنى الثأر و الانتقام ..
أحمد .. كانت السماء تنتظرك .. تنتظر فارسها ... و ها أنت قد امتطيت جوادك .. جواد العزة و الكرامة ، و مررت من حيث مرّوا المجاهدون ، و بلغت سفوح الجباه العالية ، و رصدت فيها جبروت أمة ، و عزة وطن ... فأنت من الذين فتحوا للجهاد نوافذ الضوء ، على الوطن و الحرية و التاريخ ، فكنت شعاعاً يمرّ على اتساع الوطن ، و امتدت يدك إلى كلّ أرجاء الوطن ، لتصافح الشهداء ، عبر ميثاق المحبة و التضحية ، و كنت يا أحمد في رحيلك عنا ناصعاً متوّجاً برفعة التواضع ، بشموخ التراحم ، و عزة الوفاء ، يا من كنت تؤمن بأن أزمنة المستقبل هي من صنع أيدينا . و من اكتشف أن الموت قوّته ، هانت عليه الحياة . "و ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" .
ميلاد و نشأة :
بين أزقة و حواري مخيم يبنا للاجئين بمحافظة رفح ولد الشهيد أحمد محمد أحمد أبو هلال في عام 1980م لأسرة فلسطينية لاجئة تعود جذورها إلى بلدة ( بشيت ) في أرض فلسطين المحتلة عام 1948م ، و تتكوّن عائلته من خمسة أبناء و خمس بنات ترتيبه الأول بينهما ، درس أحمد المرحلة الابتدائية و الإعدادية في مدارس رفح للاجئين التابعة لوكالة الغوث و المرحلة الثانوية في مدرسة بئر السبع الثانوية و توقّف عن الدراسة لظروف ما و واصل حياته العملية نشيطاً يخدم أمور دعوته و دينه .
أحمد ابن بارٌ بمسجده :
أحمد أبو هلال شاب نشأ في طاعة الله و كان يوم ميلاده يوم أن التحق بشباب مسجد ذو النورين ، فالكل يعرفه متميّزاً بين أقرانه ، التزم أحمد مع شباب مسجد ذو النورين بمخيم يبنا للاجئين ، و كان يحافظ على جلسات القرآن ، و تميّز بالمداومة على الأذكار وجلسات القرآن ، و نهل من معين الحق و وحي الرشاد ، و تكوّن له الوعي و الحس الأمني ، و تجسّد ذلك جلياً في شخصيته ، و التحق مبكّراً بصفوف إخوانه في حركة المقاومة الإسلامية حماس ، و كان من النشيطين و الفاعلين في مدينة رفح ، و سارع في التفاني في خدمة إخوانه ، و كان يحب العمل بدائرة العمل الجماهيري في المسجد ..
أحمد ابن القسام :
أحمد لم يكن إلا واحداً من الرجال الذين حملوا لواء الحق في قلوبهم ، و أرادوا أن يغيّروا عجلة التاريخ ، لتشهد لهم بالعمليات النوعية ، فالتحق بالجيش الشعبي إحدى المجموعات الضاربة في جذور هذا الوطن النابعة من كتائب القسام ، و شارك إخوانه في الكثير من الفعاليات ، و كان مراسلاً بين جنوب القطاع و شماله ، و عرّض نفسه للخطر من أجل أن تبقى راية الجهاد عالية .
اللحظات الأخيرة من حياته :
أكد أحد أصدقائه (أمجد) أن أحمد تناول طعام الغذاء في فرح قريب له و بعدها توجّه إلى غزة لملاقاة أصحابة هناك و كان أحمد يأكل و هو ينظر في عيون الجميع واحداً واحداً حتى أنه أصرّ أن يقود جلسة القرآن في مسجد ذو النورين بعد صلاة العشاء و كان يستعدّ من أجل أن يكمِل نصف دينه ..
موعد مع الشهادة :
خرج أحمد من بيته في رفح بعد صلاة الظهر مودّعاً الأرض التي أنجبته متوجّهاً حيث يريد و التقى بالأحبة و كان جاهزاً لتنفيذ عملية اقتحام لمستوطنة نتساريم و ما إن وصل أحبابه وحيد الهمص و أحمد اشتيوى و محمد أبو لبدة حتى كان الموعد و اللقاء بين الأحباب و خرجوا بسيارة مدنية حيث موعد الشهادة بجوار مستوطنة نتساريم ، و ما إن وصلوا الهدف حتى تبيّن لهم أن قوات الاحتلال على أهبة الاستعداد فعاودوا أدراجهم إلا أن طائرة الاحتلال لاحقتهم و أطلقت عليهم خمسة صواريخ أصابتهم و رحلوا الأربعة شهداء في سبيل الله .. و نعت كتائب القسام في بيانٍ لها وزّع على الصحافيين كوكبة من فرسانها الشهداء الأبرار الذين اغتالتهم طائرات العدو الصهيو - أمريكية و هم الشهيد المجاهد البطل / أحمد رشدي اشتيوي (25 عاماً) من سكان حي الزيتون بمدينة غزة ، الشهيد المجاهد البطل / وحيد حامد الهمص (21 عاماً) من سكان مخيم يبنا في مدينة رفح ، الشهيد المجاهد البطل / محمد كنعان أبو لبدة (23 عاماً) من سكان حي البرازيل في مدينة رفح ، الشهيد المجاهد البطل / أحمد محمد أبو هلال (23 عاماً) من سكان مخيم يبنا في مدينة رفح .
و أكّدت كتائب القسام أن الرد على جرائم الاحتلال الذي وعدت به كتائب القسام قادم بإذن الله و إنما هو مسألة وقتٍ نتركه لخلايانا المجاهدة لتقدّر متى تضرب ضربتها الموجِعة .
__________________
|
